بسم الله الرحمان الرحيم
طلبي منكم لا
يحتاج إلا تحسنوا ما استطعتم من التعبير عن شعوركم إزاء قراءة خطبة أمير
المؤمنين ( علي بن أبي طالب ) كرم الله وجهه هذه ... حيث ألقاها عندما دفن
زوجته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها .. لقد ماتت بعد موت أبيها صلى
الله عليه وسلم بستة أشهر و لم تبلغ الثلاثين من عمرها .. لا يقرن بها
زوجة غيرها فدفنها إلى جوار أبيها العظيم صلى الله عليه وسلم .. وكلمات
خطبته هذه تصور حزنه كرجل قوي مؤمن يثبت للمصائب ولا يخرجه الحزن عما يحمل
به من وقار ...... فقال :
{ السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك , والسريعة اللحاق بك , قلَِِّ يا رسول الله عن صفيتك صبري ورق عنها تجلّدي , إلاَّ أنَّ لي في التأسّي بعظيم فرقتك , وفادح مصيبتك موضع تعزّ , فلقد وسَّدتك في ملحودة قبرك , وفاضت بين نحري وصدري نفسك
, إنا لله و إنا إليه راجعون , فلقد استرجعتَ الوديعة , وأخذتَ الرهينة ,
أما حزني فسرمد , وأما ليلي فمسهد , إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت
بها مقيم , وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها , فاصفها السؤال ,
واستخبرها الحال , هذا ولم يَطُل العهد ولم يَخل منه الذكر , والسلام
عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم , فإن أنصرف فلا عن ملالة , وإن أقم فلا
عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين} .